مراوغة
قطع ليالي ساهرا يستجدى الكلمات الحضور ، لكنها لا تأتى ، بصحبتها تنمو حياته وتورق ، وفى غيابها يشاهد نفسه بطلا لجنازة طويلة ، سيذبل ويتحلل لسراديب الأرض ، حاول الغوص فى التأمل بمساعدة الموسيقى فابتعدت عنه أكثر ، يُحس بوحشة مُمضة ويتنقل من كتاب لكتاب ، كلما أغرق فى القراءة تعبر الصفحات الطويلة على سطح خياله بلا أدنى توقيع ، ينتقل من مقعد لآخر ، حدّث نفسه ؛ لألتحم بعمل آخر، فأعاد ترتيب مكتبته فسقطت أرففها وجرت الكتب خلف بعضها وتكومت أمامه وخلفه ، ضحكت شخوصه ومضت ساخرة قائلة : يا لك من صياد بشباك مهترئة ، يلملمها بخزى ويعود ؛ بطل واحد من أبطاله استجاب للعب معه بلا تمرين ، ظل يطارده ويناوره ثم انفرط وجوده فاختفى بعمق ذاكرته ، أعاد كتبه لوضعها ، تزدحم رأسه بطنين فوضى عارمة ، جلس يرمق الجدران فشاهد بالركن خيوط العنكبوت المتشابكة ، يرى عقله تماما كالطبلة المثقوبة أنهكته محاولاته اليائسة فكفن لياليه الضائعة ودفنها ، وأغلق كل منافذه ونام .
قطع ليالي ساهرا يستجدى الكلمات الحضور ، لكنها لا تأتى ، بصحبتها تنمو حياته وتورق ، وفى غيابها يشاهد نفسه بطلا لجنازة طويلة ، سيذبل ويتحلل لسراديب الأرض ، حاول الغوص فى التأمل بمساعدة الموسيقى فابتعدت عنه أكثر ، يُحس بوحشة مُمضة ويتنقل من كتاب لكتاب ، كلما أغرق فى القراءة تعبر الصفحات الطويلة على سطح خياله بلا أدنى توقيع ، ينتقل من مقعد لآخر ، حدّث نفسه ؛ لألتحم بعمل آخر، فأعاد ترتيب مكتبته فسقطت أرففها وجرت الكتب خلف بعضها وتكومت أمامه وخلفه ، ضحكت شخوصه ومضت ساخرة قائلة : يا لك من صياد بشباك مهترئة ، يلملمها بخزى ويعود ؛ بطل واحد من أبطاله استجاب للعب معه بلا تمرين ، ظل يطارده ويناوره ثم انفرط وجوده فاختفى بعمق ذاكرته ، أعاد كتبه لوضعها ، تزدحم رأسه بطنين فوضى عارمة ، جلس يرمق الجدران فشاهد بالركن خيوط العنكبوت المتشابكة ، يرى عقله تماما كالطبلة المثقوبة أنهكته محاولاته اليائسة فكفن لياليه الضائعة ودفنها ، وأغلق كل منافذه ونام .
