في رثاء معاذ الكساسبة
حسني الإتلاتي
1 ـــ
للموت عندنا قداسة
والقتل مثل شرب الشاي بعد الأكل عادة
ولأننا متدينون فو ق العادةْ
نسير في جنازة القتلى ونبكي
بل ونكتب الرثاءْ
ولا نرى الدماءَ
في نُيوبنا
وفي ثيابنا
وفي كفوفنا
حين نأكل العشاءْ
وفي فناجين العزاءْ
حين نشربها مزيفة
وسادة
نحن الذين نحرق الأحياء
ثم نمنحهم شهادةْ
...................
2ـ ـــ
هنا بلادنا صانعة الحضارة
حمامة السلام
هنا بلادنا صديقة الزهور واليمام
المسيح مر من هنا
بالورد باسطا يديه
ومشى الكليم خالعا نعليه
كلّم الإله
وسيدي محمد اليتيم والفقير والأمي
مر من هنا لينقذ الحياة:
كلكم حرام
أعراضكم
أموالكم
دماؤكم
حرام
هنا بلادنا تقترف الحرام
..............
2 ـــ
النار أول الطريق أم آخرهْ ؟
يازوجتي الجميلة النبيلة المسامرة
كانت يدي تريد منك لمسة
شفتاي تشتاقان قبلة مغامرة
فلتصبري إني عهدتك صابرة
يا أمي الحنون يا حبيبة
الموت أول الطريق آخر العذاب
ما كنت إلا ثائرا في الليل
أقمع الظلام
والقتام
والضباب
والموت صياد وقناص خبير
يروقه الشباب
والصبر دين الصالحين في المصيبة
يا أمي الحبيبة
يا أمتي يا أمتي الحزينة
اللص في الظلام يخرق السفينة
والجاهلون من شيوخنا القصار
برروا قتل الذين يهتفون لا
في أوجه الطغاة
وبرروا حرق الصغار
برروا تفريقنا
وبرروا تطليقنا
وأوسعوا طريقنا لحتفنا والنار
يا أمتي المقدسة
يا أمتي المدنسة
بجهلنا والعار
