حسني الإتلاتي
عرافة القرى
عندما سألتها عن خبيئة القدر
في صفحة الغد
عن موعدي
مع النجوم والغناء والمطرْ
عن مهجتي التي نزفتها
بقية من الجراح
هل مقدر لها آن تستريح مرة
من براثن الضجرْ
..............................
عرافتي
وهل صبايا حينا القديمِ عند ما أموت
يذكرنني
أنا الذي خلعت عيني لهم ليبصروا
وبعت ثوبي الجديد كي يستروا
أفردت في غنائي الكثير
عن حزنهنّ
حلمهنّ
بليلة الحناءِ
والغناء والعُمُرْ
يذكرنني
أم مثلما ينسانيَ الوطن
ذاك الذي زرعته
بقلبيَ الصديق
ولخطويَ الطريقْ
ولعينيَ البصر
.......................................
عرافتي
وهل سيضحك وجهُ والدي الحزينِ
عندما أجيئه بسترةٍ
تقيه من برودة الشتاء
أختي التي وعدتها بقطعتي قماشْ
أخي الذي في قلبهارتعاشْ
يحلم لا يزال بالرحيل والسفرْ
.........................................
تعبت يا عرافتي
تعبت من مسافات انتظاري
وانكساري
رغم قلبي الرقيق
وخصلة الرحيق في جبين مهجتي
وومضة السفر
..............................
تعبت يا عرافتي
فلتكذبي على في هذه المرة
اكذبي على
إنني لا املك يا عرافتي قلب نبي
كي احمل الجبال في حنايا مهجتي
من العذاب
ولا أنا الحسين كي أسيرمفردا
أواجه العباب
ولا أنا على
انما أنا
طفل يحب أن يعيش في سكون
يأكل جمرة نار مرة
أو يلتقي الجنون
يقسم انه امسك ذات مرةٍ
ضفيرة السحاب
أو قبل المساء
أو نام في حضن القمر
طفل يبيع عمره ولايبيع
لعبة بكفه
أو سترة الأب الفقير
ظل الشجيرة
أغنية البنات
عند كسوف الشمس
أو عند المطر
طفل يحب أرضه وداره
وجده الذي أغراه بالمكوث
عرافتي:
وما الذي
وما الذي ........
قالت ودمعها قدخبأته
في حنايا صدرِها
يا أيها الصغيرُ
أيها المصلوب فى أجذع النواح
والجراح
والسفر
هذا قدر
تجتر حزن المتعبين
تشدو لهم
فالصادقون الصادقون في الزمن الرديء
يأكلون الصمت
يأكلهم على الملأ الضجر