أطياف
هبط إلى الشارع ، تنقلت عيناه على تفاصيل كثيرة ، إحداهن نقلته إلى طيف حب كان يؤذن بأحلام كثيرة ، تعلقت عيناه بها بذهول صامت كأن طيفه جاء الآن ، وهى بثقة زائدة رمقته بلا اكتراث ومضت ، طالعه وجه أقرب لوجه والده حين كان شابا ، يهم فى الصباح الباكر فتستقبله الحقول ببسمات تكاد أن تنطق فيتساقط الندى مؤذنا بخير كثير ، الآن كلما زاره يبكى لأن بصره كف ولم يعد حتى يطالع منظر الحقول ، هنا بناية متهالكة ، رخّت الذاكرة بمشاهد من الطفولة وبيت العائلة الكبير والجد والأعمام ، مات الجد من سنين وتفرق الأعمام وتفرقت الذكريات حتى كادت أن تنضب ، هناك بقلب القرية البعيدة يصارع البيت وحشته ؛ فيرمى فيه العابرون فضلاتهم وتجرى السحالى وتستعمله الفئران كملاذ آمن تماما كما جرى أحدهم الآن قاطعا الشارع بصيد ثمين ليتخفى بالبيت المهدم ، حاول استعادة شباب البيت فوجد الجد يجلس بمنتصف مصطبته بوقت العصارى وشيوخ القرية يتحلقون حوله بانتظار الشاى فيفرد أحدهم جريدته ليقرأيصوت مسموع وهو يهز رأسه : الرئيس محمد نجيب يُحى الشعب !
هبط إلى الشارع ، تنقلت عيناه على تفاصيل كثيرة ، إحداهن نقلته إلى طيف حب كان يؤذن بأحلام كثيرة ، تعلقت عيناه بها بذهول صامت كأن طيفه جاء الآن ، وهى بثقة زائدة رمقته بلا اكتراث ومضت ، طالعه وجه أقرب لوجه والده حين كان شابا ، يهم فى الصباح الباكر فتستقبله الحقول ببسمات تكاد أن تنطق فيتساقط الندى مؤذنا بخير كثير ، الآن كلما زاره يبكى لأن بصره كف ولم يعد حتى يطالع منظر الحقول ، هنا بناية متهالكة ، رخّت الذاكرة بمشاهد من الطفولة وبيت العائلة الكبير والجد والأعمام ، مات الجد من سنين وتفرق الأعمام وتفرقت الذكريات حتى كادت أن تنضب ، هناك بقلب القرية البعيدة يصارع البيت وحشته ؛ فيرمى فيه العابرون فضلاتهم وتجرى السحالى وتستعمله الفئران كملاذ آمن تماما كما جرى أحدهم الآن قاطعا الشارع بصيد ثمين ليتخفى بالبيت المهدم ، حاول استعادة شباب البيت فوجد الجد يجلس بمنتصف مصطبته بوقت العصارى وشيوخ القرية يتحلقون حوله بانتظار الشاى فيفرد أحدهم جريدته ليقرأيصوت مسموع وهو يهز رأسه : الرئيس محمد نجيب يُحى الشعب !